الإجابة والقبول ومنه جوف الليل أسمع أي: أفق لاستماع الدعاء فيه أولى بالاستجابة، والظاهر من كلام العرب إن السميع بمعنى السامع [1] .
المعنى في الاصطلاح الشرعي: إذا وصف الله بالسمع فالمراد به علمه بالمسموعات وتحريه للمجازاة به [2] ، نحو: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} [المجادلة: 1] ، وسَمْعُ [3] الحَقِّ تعالى المنزه عن الجارحة والآلة، المقدس عن الصماخ [4] ، والمحارة [5] ، {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134] {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 224] ، {إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} [سبأ: 50] .
واحد وعشرون: الظاهر والباطن:
المعنى في اللغة: الباطن: البطن هو خلاف الظهر وباطن الأمر دخلته خلاف ظاهره، وتقول: بطنت الأمر إذا عرفت باطنه، ويقال لدخلاء الرجل الذين يبطنون أمره: هم باطنته. والظاهر: الظهور يدل على القوة والبروز، يقال: ظهر الشيء يظهر ظهوراً، فهو ظاهر إذا انكشف، والأصل في ظهر الإنسان وهو خلاف بطنه وهو
(1) لسان العرب 4/ 2095 - 2096 مادة (سمع) ، اشتقاق أسماء الله للزجاجي ص 57 - 67، تفسير أسماء الله للزجاجي ص 42.
(2) قال محقق البصائر النجار: هذا جنوح إلى إنكار السمع من الصفات الذاتية ورده إلى العلم، وقد تبع الفيروزآبادي في هذا الراغب وهو في علم الكلام على رأي المعتزلة، والأشاعرة يثبتون السمع والبصر صفتين زائدتين على العلم. ينظر: البصائر بصيرة في السمع 3/ 258، هامش رقم (2) .
(3) قال محقق البصائر: جرى هنا على مذهب الأشاعرة أن السمع صفة ذاتية غير العلم. البصائر 3/ 260، هامش رقم (4) .
(4) صماخ الأذن: الخرق الذي يفضي إلى الرأس. المصباح المنير1/ 347.
(5) المحارة: باطن الأذن. العين 3/ 229.