فهرس الكتاب
الصفحة 495 من 737

يشمل الظهور والبروز والقوة، والظهور: الغلبة [1] ، والظهور يتضمن العلو ومنه قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) } [الكهف:97] ، أي: يعلو عليه، ويقال: ظهر على الشيء إذا غلبه وعلاه، وظهر فلان على الجبل إذا علاه، واظهر الله المسلمين أي: أعلاهم على الكافرين [2] .

المعنى في الاصطلاح الشرعي: الظاهر والباطن في صفة الله تعالى، لا يقال إلا مزدوجين كالأول والأخر. والظاهر قيل: إشارة إلى معرفتنا البديهية، فان الفطرة تقتضي في كل ما نظر إليه الإنسان انه موجود، كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) } [الزخرف:84] ، ولذلك قال بعض الحكماء [3] : مثل طالب معرفته مثل طواف الآفاق في طلب ما هو معه. والباطن: إشارة إلى معرفته الحقيقة، وهي التي أشار إليها أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بقوله يا من غاية معرفته، القصور عن معرفته [4] ، وقيل: ظاهر بآياته باطن بذاته، وقيل ظاهر بأنه محيط بالأشياء مدرك لها، باطن من أن يحاط به، كما قال: لَا تُدْرِكُهُ

(1) معجم مقاييس اللغة 1/ 295، مادة (بطن) ، و 3/ 471 ـ 472، مادة (ظهر) ، لسان العرب 1/ 303 ـ 304، مادة (بطن) و 5/ 276 ـ 277، مادة (ظهر) .

(2) لسان العرب 5/ 276 ـ مادة (ظهر) .

(3) ينظر: إحياء علوم الدين 4/ 322، وكتاب الاعتقاد للراغب، ت 502هـ، تحقيق: جمال أختر محمد، ص 100.

(4) ذكره الامام الغزالي بلفظ قريب منه، إحياء علوم الدين 1/ 101، وذكره الطوسي: اللمع: أبو نصر السراج الطوسي، مطبعة السعادة ـ مصر، تحقيق: الدكتور عبد الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور، ص 57. والراغب في الذريعة: الذريعة إلى مكارم الشريعة: الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، ت 502هـ، مطبعة حَسَّان ـ القاهرة، الطبعة الثانية 1987م، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد ص 95، وتفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين: محمد بن المفضل الراغب الأصفهاني، أبو القاسم، ت 502هـ، منشورات دار مكتبة الحياة لطباعة والنشر ـ بيروت، الطبعة الأولى 1983م، ص 12، وينظر: كتاب الاعتقاد للراغب ص 100.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام