بتسبيح اسمه قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) } [الأعلى:1] ، وقوله تعالى: ... {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) } [الحاقة:52] .
وهذا قول أكثر أهل السنة [1] ، وهو مروي عن الإمام أحمد بن حنبل من رواية أبي محمد بن تميم الحنبلي، إذ قال:"وكان يشق عليه ـ يعني الإمام أحمد بن حنبل ـ الكلام في الاسم والمُسَمَّى، ويقول: هذا كلام مُحْدَثٌ، ولا يقول إِنَّ الاسم غير المُسَمَّى، ولكن يقول: إِنَّ الاسم للمُسَمَّى اتباعاً لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180] ، ولأنها عنده أعلام على المسميات" [2] .
وعلى هذا ابن القيم، ثم قال:"وهذا المذهب مخالف لمذهب المعتزلة الذين يقولون أسماؤه تعالى غيره وهي مخلوقة، ولمذهب من رد عليهم ممن يقول اسمه نفس ذاته لا غيره، وبالتفصيل تزول الشبه ويتبين الصواب والحمد لله" [3] .
وبعد استعراض آراء كل طائفة، أميل إلى ترجيح قول الطائفة الخامسة؛ للأسباب الآتية:
1 ـ لأَنَّهُ الموافق للكتاب والسنة:
أَمَّا موافقته للكتاب فقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف:180] ، وقوله: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء:110] .
(1) مجموع الفتاوى لابن تيمية، قاعدة في الاسم والمسمى 6/ 206.
(2) طبقات الحنابلة 2/ 270، وينظر: درء التعارض بين العقل والنقل لابن تيمية، ت 728، الطبعة الأولى 1399هـ، تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم ص 82.
(3) بدائع الفوائد 1/ 23.