فهرس الكتاب
الصفحة 411 من 737

الطائفة الخامسة: قالت إِنَّ الاسم للمسمى، فهو دليل وعلم عليه، ولا يطلق القول في أَنَّ الاسم هو عين المُسَمَّى أو غيره، وإِنَّمَا لا بُدَّ من التفصيل؛ لأنَّ الاسم يطلق ويراد به المُسَمَّى تارة وليس هو، ويطلق ويراد به الاسم ذاته، أي: اللفظ الدالُّ عليه. قال أبو العز الحنفي:"فالاسم يراد به المُسَمَّى تارة، ويراد به اللفظ الدالُّ عليه أخرى، فإذا قلت: قال الله كذا، أو سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك، فهذا المراد به المُسَمَّى نفسه، وإذا قلت: الله اسم عربي، والرحمن اسم عربي، والرحمن من أسماء الله تعالى، ونحو ذلك، فالاسم هاهنا للمُسَمَّى، ولا يقال: غيره، لما في لفظ الغير من الإجمال، فإن أريد بالمغايرة أَنَّ اللفظ غير المعنى فحق، وإن أريد أَنَّ الله تعالى كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه أسماء، أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله تعالى" [1] .

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:"والاسم يتناول اللفظ والمعنى المُتَصَوَّر في القلب، وقد يُرادُ به مجرد اللفظ، وقد يُرادُ به مجرد المعنى فإنَّه من الكلام، والكلام اسم للفظ والمعنى، وقد يُرادُ به أحدهما، ولهذا كان من ذكر الله بقلبه أو لسانه فقد ذكره، ولكن ذِكْرُهُ بهما أَتَمُّ 000 والله تعالى يأمر بذكره، وبذكر اسمه تارة كما يأمر بتسبيحه تارة وتسبيح اسمه تارة" [2] ، وذكر أن من الأمر بذكره تعالى نحو قوله: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب:41] ، وقوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ} [الأعراف:205] ،ومن الأمر بذكر اسمه نحو قوله: ... {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) } [المزمل:8] ، {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام:118] ، ومن الأمر بتسبيحه قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) } [الأحزاب:42] ، ومن الأمر

(1) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي 1/ 102.

(2) مجموع الفتاوى لابن تيمية، قاعدة في الاسم والمسمى 6/ 209 ـ 210.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام