فهرس الكتاب
الصفحة 401 من 737

الوجود اللفظي [1] . مثال ذلك (السَّمَاء) لها وجود في الأعيان، وهو وجودها في عينها ونفسها، ولها وجود في الأذهان، وهو وجودها في خيالنا وتصوراتنا، ولها وجود في اللسان، وهو اللفظ المركب من هذه الأحرف الأربعة.

وهذه التعريفات وإن اختلفت ألفاظها إلاّ أنها متقاربة المعنى، وقدماء النُّحاة لم يكلفوا أنفسهم في البحث عن تعريفٍ له نظراً لوضوحه عندهم مع أنهم قد عرفوا الفعل والحرف. ولذلك اكتفى سيبويه بقوله:"الاسم: رَجُلٌ وفَرَسٌ وحَائِطٌ" [2] .

أمَّا الاسم عند الفيروزآبادي، فيقول:"لفظ الاسم ورد في القرآن الكريم على ستة أوجه:"

الأول: بمعنى المُسَمَّى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن:78] ، أي: تَبَارَكَ رَبُّكَ، والمسألة مختلف فيها [3] .

الثاني: بمعنى التوحيد: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} [الإنسان:25، المزمل:8] ، أي قل لا إله إلاّ الله.

الثالث: بمعنى الصفات والنعوت: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف:180] ، أي: الصفات العُلَى.

الرابع: بمعنى مُسَمَّيَات العالَم: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ} [البقرة:31] ، أي: عَرَّفَهُ أَسْمَاءَ المُسَمَّيَات.

(1) ينظر: المقصد الأسنى شرح الأسماء الحسنى: محمد بن محمد الغزالي أبو حامد، ت 505هـ، تحقيق: بسام عبد الوهاب الجابي، الجفان والجابي ـ قبرص، الطبعة الأولى 1407هـ ـ 1987م، ص 27.

(2) كتاب سيبويه 1/ 12.

(3) أي: هل الاسم هو عين المسمى أم غيره؟ وسوف نبسط القول فيها في مطلب مستقل يأتي بعد هذا المطلب.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام