فهرس الكتاب
الصفحة 400 من 737

4 ـ وقال الزمخشري: الاسم ما دَلَّ على معنى نفسه دلالة مجردة عن الاقتران [1] .

وفَصَّلَ أبو بكر بن فورك [2] ، فقال:"اختلف الناس في حقيقة الاسم، ولأهل اللغة فيه كلام، ولأهل الحقائق فيه بيان، وبين المتكلمين فيه خلاف. أما أهل اللغة فيقولون: الاسم حروف منظومة دالة على مفرد، ومنم من يقول: إِنَّهُ قول يدل على قول مذكور يضاف إليه، يعني الحديث والخبر 000 وأما أهل الحقائق فقد اختلفوا أيضاً في معنى ذلك، فمنهم من قال: اسم الشيءِ هو ذاته وعينه، والتسمية عبارة عنه ودلالة عليه، فيسمى اسما توسعاً. وقالت الجهمية والمعتزلة: الأسماء والصفات هي الأقوال الدالة على المُسَمَّيَات، وهو قريب مما قاله بعض أهل اللغة" [3] .

وعرَّفَهُ الجرجاني بقوله:"الاسم ما دَلَّ على معنىً في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة [4] . ثم قَسَّمَهُ على اسم عين، وهو ما دَلَّ على معنىً يقوم بذاته، كزيد وعمرو، واسم معنى، وهو ما لا يقوم بذاته سواء أكان معناه وجودياً كالعِلم، أو عدمياً كالجهل [5] . وبعبارة أخرى: هو ما كان موجوداً في الأعيان كالمحسوسات، أو في الأذهان كالمعقولات، وهناك وجود ثالث أيضاً وهو الوجود في اللسان، وهو"

(1) المفصل في علم العربية ص 6.

(2) هو: الإمام أبو بكر محمد بن الحسن النيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف في الأصول والعلم، روى مسند الطيالسي عن أبي محمد بن فارس، وتصدر للإفادة بنيسابور، وكان ذا زهد وعبادة وتوسع في الأدب والكلام والوعظ والنحو، توفي سنة 406 هـ. ينظر: العبر في خبر من غبر: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت 748هـ، مطبعة حكومة الكويت - الكويت، الطبعة الثانية 1984م، تحقيق: الدكتور صلاح الدين المنجد 3/ 97، وكشف الظنون 1/ 439.

(3) مجموعة الفتاوى 6/ 189.

(4) التعريفات ص 25.

(5) ينظر: المصدر نفسه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام