فهرس الكتاب
الصفحة 398 من 737

تأثير لهم في أسمائه وصفاته، وهذا قول أهل السُّنَّة، ومن قال مشتق من السِّمة يقول: كان الله في الأزل بلا اسم ولا صفة، فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء وصفات، فإذا أفناهم بقي بلا اسم ولا صفة، وهذا قول المعتزلة، وهو خلاف ما أجمعت عليه الأمة، وهو أعظم من قولهم: إِنَّ كلامه مخلوق، تعالى الله عن ذلك" [1] ."

وذكر العلماء في تعليل اشتقاق الاسم من السُّمُو وهو الرفعة ثلاثة أقوال:

1 ـ قيل لأنَّ صاحبه بمنزلة المرتفع به.

2 ـ وقيل: لأنَّ الاسم يسمو بالمُسَمَّى فيرفعه عن غيره.

3 ـ وقيل: إِنَّمَا سُمِّيَ الاسم اسماً لأنَّهُ علا بقوته على قسمي الكلام: الحرف والفعل، والاسم أقوى منهما بالإجماع؛ لأَنَّهُ الأصل، فَلِعُلُوِّهِ عليهما سمي اسماً [2] .

ومع ترجيح القول الأول، وَعَدِّ صلة الاشتقاق بالمعنى أصح، إلاّ أَنَّ كلا المعنيين صحيح ومتقارب، ولهذا قال ابن يعيش:"وكلاهما أحسن من جهة المعنى، إلاّ أَنَّ اللفظ يشهد مع البصريين" [3] .

ثانياً: تعريف الاسم اصطلاحاً:

الاسم في اللسان العربي له تعريفات ثلاث:

1 ـ يطلق ويراد به ما يقابل الفعل والحرف، وهذا أوسع إطلاقات الاسم عند النحاة، وله خمس علامات تميزه من غيره، وهي: دخول الجر عليه، والتنوين، والنداء،

(1) الجامع لأحكام القرآن 1/ 101.

(2) المصدر نفسه.

(3) شرح المفصل: موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش أبو البقاء، ت 642هـ، عالم الكتب ـ بيروت، 1/ 23، وينظر: أسماء الله الحسنى للغصن ص 21.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام