[القلم:16] ، وقوله: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح:29] ، وقوله: {لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر:75] .
وخالف في ذلك ابن حزم فقال:"إِنَّ هذين القولين فاسدان، كلاهما باطل، افتعله أهل النحو, لم يصح قط عن العرب شيءٌ، بل هو اسم موضوع مثل: حجر ورمل وخشبة، وسائر الأسماء لا اشتقاق لها" [1] .
والقول الأول هو الأصح؛ لأنَّ معناه أَخَصُّ وَأَتَمُّ، وهو من الاشتقاق الخاص الذي يتفق فيه اللفظان في الحروف وترتيبها، فَإِنَّهُم يقولون: (سَمَّيْتُ) ، ولا يقولون (وَسَمْتُ) ، وفي جمعه: (أَسْمَاء) لا (أَوْسَام) ، وفي تصغيره (سُمَي) لا (وَسيم) ، ويقال لصاحبه: (مُسَمَّى) لا (مَوْسُوم) [2] ؛ وذلك لأنَّ العرب لا تعرف شيئاً دخلته ألف الوصل وحذفت فاء فعله، نحو قولك (عِدَة) ، و (زِنَة) ، وأصله (وِعْدَةٌ) و (وِزْنَةٌ) ، فلو كان أصل الاسم (وَسْم) لكان تصغيره إذا حذفت منه ألف الوصل (وَسِيم) ، وفي الجمع (أَوْسَام) ، كما أَنَّ تصغير (عِدَة) ، و (صِلَة) : (وعيدة) و (وصيلة) ، ولا يقدر أحد أن يرى أَنَّ في العربية ألف الوصل في ما حذفت فاؤه من الأسماء [3] ، ولهذا غَلَّطَ الزَّجَّاجُ من قال إِنَّ اسماً مأخوذة من (وَسَمْتُ) [4] .
ومما يدل على ترجيح القول الأول أيضاً:"أَنَّ من قال الاسم مشتق من العلو يقول: لم يزل اللهُ سبحانه موصوفاً قبل وجود الخلق وبعد وجودهم وعند فنائهم، ولا"
(1) الفِصَل في الملل والنحل 5/ 137. وهذا مبني على ادِّعَائه (رحمه الله) بِأَنَّ الأسماء جامدة، وقد رَدَّ عليه ابن تيمية (رحمه الله) القول. ينظر: شرح الأصفهانية ص 76 ـ 77.
(2) تفسير البغوي 1/ 38.
(3) ينظر: أسماء الله الحسنى: الشيخ عبد الله بن صالح الغصن، دار الوطن، الطبعة الأولى 1417هـ، ص 20.
(4) ينظر: تهذيب اللغة 13/ 117.