دخلت الباء على سِمِ الله المكسورة السين، وسكنت لئلا تتوالى الكسرات، وقيل: أَنَّ فيه أربع لغات: إِسْمٌ، وأُسْمٌ بالكسر والضم [1] ، وسِمٌ، وسُمٌ بالكسر والضم أيضاً، وينشد:
واللهُ أَسْمَاكَ سُماً مُبَارَكاً ... آثَرَكَ اللهُ بِهِ إِيثَارَكَا [2]
وقيل: مأخوذ من ضمَّ الألف أخذه من سَمَوْتُ أَسْمُو، ومن كسر أخذه من سَمَّيْتُ أُسَمِّي،"وألفه ألف وصل، وربما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة" [3] .
2 ـ وذهب الكوفيون إلى أَنَّ الاسم مشتق من (الوَسْم) و (السِّمَة) ، وهي العلامة [4] ، فأُخِّرَت فاء الكلمة وحذفت (أو حذفت) [5] من غير تأخير. وبعض الكوفيين يقول: قلبت الواو همزة، كما فعل من قال: إِشَاح في وِشَاح، ثم كثر استعماله، فجعلت ألف وصل. وقول الكوفيين أَبْيَنُ من حيث المعنى، فَأَخْذُهُ من العلامة أَوْضَحُ من أخذِهِ من الرفعة [6] ، وهو صحيح في الاشتقاق الأوسط، وهو ما يتفق حروف اللفظين دون ترتيبهما، فإنَّ في كليهما (السين والميم والواو) والمعنى صحيح، فإِنَّ السِّمَة والسِيما العلامة [7] ، ومنه قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) }
(1) قال اللحياني:"الضم في قضاعة كثير". لسان العرب 14/ 401.
(2) ينظر: الصحاح 6/ 2383، ولسان العرب 14/ 401.
(3) الصحاح 6/ 2383.
(4) ينظر: الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين: عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري النحوي أبو البركات، ت 577هـ، المكتبة التجارية الكبرى ـ القاهرة، (د0ت) ، (د0ط) ، 1/ 6.
(5) زيادة يقتضيها السياق. ينظر: البصائر 2/ 74.
(6) ينظر: البصائر 2/ 74، بصيرة في الاسم.
(7) قاعدة في الاسم والمسمى ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية، جمع ابن القاسم وابنه، الطبعة الأولى 1393هـ، 6/ 207.