متمِكِّنا من رُؤيتك بأَن تَتَدَلَّى لي فأَنظر إِليك وأَراك، ولمَّا علم أَنّ المطلوب الرّؤية لا النظر أُجِيب بِلَنْ تراني دون لن تَنْظر" [1] ."
أما قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام:103] فقد حمله الفيروزآبادي على رؤية البَصَر، وقال: ومنهم من حَمَله على البصيرة [2] ،"حمله كثير من المتكلِّمين على الجارحة. وقيل: في ذلك إِشارة إِلى ذلك، وإِلى الأَذهان، والأَفهام" [3] .
وقال في تفسير قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:26] "رُويَ من طُرُق مختلفة أَنَّ هذه الزِّيادة النظر إِلى وجه الله تعالى، إشارة إِلى أَحوال وأُمور لا يمكن تصوّرها في الدنيا000 زيادة اللِّقاءِ والرّؤْية لأَهل الجنة" [4] .
ومن خلال ما تقدم يتبين أَنَّ الفيروزآبادي يرى أنها تكون كما شاء الله تعالى، أي: أنه أمر راجع إليه بكيفية رؤيتنا له يوم القيامة، فذهب مذهب الأشاعرة رحمهم الله تعالى في إثبات الرؤية بلا كيف، ولا تكون إلاّ بالسمع، وقد ورد ذلك في صريح القرآن والسُّنَّة، وهي حق دون إدراك، ولا تفسير، وهي من أحوال يوم القيامة وما أعد الله تعالى للمؤمنين في هذا اليوم. ويستدل أيضاً على ما ذهب إليه في جواز الرؤية يوم القيامة بقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) } [القيامة: 22 ـ 23] ، وهذا تحقيق للرؤية واللقاء [5] ، وقال:"الزِّيادة: أَن ينضمّ إِلى ما عليه الشيءُ في نفسه شيءٌ آخر ... وقوله تعالى: ... {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} [يوسف:65] ، نحو ازددت"
(1) البصائر 5/ 82 ـ 84، بصيرة في نظر.
(2) ينظر: البصائر 2/ 130، بصيرة في الإدراك.
(3) البصائر 2/ 223 ـ 224، بصيرة في البصيرة.
(4) البصائر 3/ 150ـ 153، بصيرة في زيادة.
(5) ينظر: البصائر 1/ 73، بصيرة في ذكر إعجاز القرآن.