فهرس الكتاب
الصفحة 393 من 737

فضلاً، أي: ازداد فضلى ... وقد يكون زيادة [محمودة] نحو قوله تعالى: ... {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:26] ، رُوي من طُرُق مختلفة أَنَّ هذه الزِّيادة النظر إِلى وجه الله تعالى، إشارة إِلى أَحوال وأُمور لا يمكن تصوّرها فى الدنيا" [1] ."

ثم يناقش (لَن) وكأنَّ فيه رَدّاً على الزمخشري [2] ، ويأتي بالوجوه والنظائر التي تثبت بأنها لا تفيد التأبيد [3] .

ويُبَيِّن الأستاذ الدكتور محمد رمضان أطال الله عمره أَنَّ هذه الحواس التي تأتي الإدراكات عن طريقها ليست إلاّ أدوات عادية، خلقها الله تعالى لنا في الدنيا كي ندرك بها، وأَمَّا في الآخرة فيمكن أن يُحْدِثَ الله تعالى فينا هذه الأدوات المتنوعة مباشرة من غير حاجة إلى هذه الأدوات [4] .

هذه هي الأقوال في كيفية رؤية الله تعالى في الآخرة.

وأخلص القول بأَنَّ رؤية الله تعالى ثابتة عقلاً ونقلاً، لا يخالف فيها إلاّ معاند، وأرى أَنَّ رؤية الله تعالى بأقرب وسيلة يعرفها البشر هي العين بقدرة يخلقها الله تعالى ذلك اليوم، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، من غير تجسيم أو تكييف؛ لأنها الحاسة المخصصة لذلك في الدنيا.

والله تعالى أعلم.

(1) البصائر 3/ 150 ـ 151، بصيرة في الزيادة.

(2) لَنْ عند الزمخشري تفيد التأبيد حالاً ومستقبلاً. ينظر: المفصل في علم العربية 6/ 211.

(3) ينظر: البصائر 3/ 116ـ 117، بصيرة في الرؤية.

(4) ينظر: الباقلاني وآراؤه الكلامية ص 576.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام