فهرس الكتاب
الصفحة 391 من 737

وأما رؤية العباد لله تعالى في الآخرة فيتفق الفيروزآبادي مع أهل السنة والجماعة على جواز رؤية الله تعالى بالأبصار يوم القيامة، مستدلاً على قوله من الكتاب والسنة وأقوال السلف رحمهم الله تعالى، ويقوي حججه بما عُرِفَ عنه بالاستدلال اللغوي وآراء من سبقوه.

قال الفيروزآبادي:"وقوله: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف:143] ، قال الزجّاج: فيه اختصار، تقديره: أَرِني نَفْسَك أَنْظُرْ إِليك. قال ابن عبّاس: أَعْطِني النَّظر أَنْظُرْ إِليك، فإِنْ قيل كيف سأَل الرؤيةَ وقد عَلِم أَنَّ الله لا يُرَى في الدّنيا؟ قال الحسن: هاج به الشوقُ فسأَل. وقيل: سأَل ظنّاً منه أَنه يُرَى في الدنيا فقال الله: لن تَراني، أَي في الدّنيا أَو في الحال، فإِنَّه كان يسأَل الرّؤية في الحال. ولن ليست للتأْبيد كقوله: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} [البقرة:95] ، ثم أَخبر عنهم أَنهم يتمنَّونْ الموت في الآخِرة، كما قال: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف:77] ، {يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) } [الحاقة:27] ، ثمّ تعليق الرّؤية بممُكن وهو استقرارُ الجبل يمنع استحالَة الرّؤية. ويُستعمل النظر أَيضاً في التَّحَيُّر في الأَمر نحو قوله تعالى: {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة:55] ، {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [الأعراف:198] ، {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} [الشورى:45] ، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ} [يونس:43] كلّ ذلك نظرٌ عن تَحيُّرٍ دالٍّ على قِلَّة الغَناءِ."

وقوله: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة:50] ، قيل: تُشاهِدُون 000قال أَبو القاسم: ثاني مفعولي أرني محذوف، أي أرني نَفْسَك أَنْظُر إِليك: فإِنْ قلت: الرؤية عن النظر، فكيف قيل أرني أَنظر إِليك؟ قلت: معنى أرني نَفْسَك: اجعلني

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام