الرؤية عند الفيروزآبادي:
قال الفيروزآبادي:"وهى النَّظر بالعين، وبالقلب 000والرّؤية تختلف بحسب قُوَى النَّفس:"
الأَوَّل: بالحاسة وما يجرى مجراها، قال تعالى: {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} [التوبة:105] وهذا ممّا أُجري مُجْرى الرّؤية بالحاسّة، فإِنَّ الحاسّة لا تصحّ على الله تعالى.
والثَّاني: بالوَهْم والتخيّل، نحو: أُرَى أَنَّ زيدًا منطلق.
والثَّالث: بالتَّفكر: {إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ} [الأنفال:48] .
والرَّابع بالعَقْل، نحو: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) } [النجم:11] ، وعلى ذلك حُمل قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) } [النجم:13] .
ورأَى إِذا عُدّيَ إِلى مفعولين اقتضى معنى العلم. ويُجرى أَرأَيتَ مُجرى أَخْبِرْني، ويدخل عليه الكاف ويُترك التَّاءُ على حاله مفتوحة في التثنية والجمع والتأنيث، تقول: أَرأَيتَك، أَرأَيتَكما، أَرأَيتَكم، قال تعالى: {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} [الإسراء:62] ، وفيه معنى التَّنبيه 000وإِذا عدّى رأَيت بـ (إِلى) اقتضى معنى النظر الموَّدّي إِلى الاعتبار، نحو: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} [الفرقان:45] ، وقولُهُ: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [النساء:105] أَي: بما علَّمك وعرَّفك" [1] ."
(1) البصائر 3/ 116 ـ 117، بصيرة في الرؤية.