المطلب الرَّابع
كيفية رؤية الله تعالى
لقد آمن السلف الصالح بآيات الكتاب، وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي ذكرت رؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة أو في الجنة دون البحث في كيفية هذه الرؤية، مع الأخذ بعين الاعتبار تنزيه الله تعالى عن صفات الحوادث من تجسيم ومقابلة، وغير ذلك.
أَمَّا مَذْهَبُ الماتُرِيدِيّ ومن تَبِعَهُ فهو مذهب السلف في إثبات رؤية الله تعالى بلا كيف، ولا تكون إلاّ بالسمع [1] .
وأَمَّا المعتزلة فقد قالوا بالإجماع بأنه لا تجوز رؤية الله تعالى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأجازوا الرؤية بالقلب، على أنها علم وإحاطة، ولهذا رفضوا الأخذ بالآيات الواردة في إثبات الصفات، مثل صفة الوجه واليد والاستواء بمعناها الظاهر، وتأولوها في نظرهم من تنزيه الله تعالى عن كل معنىً من معاني التشبيه والتجسيم [2] .
أَمَّا الأشاعرة فقد ذهبوا إلى الجمع بين الاعتقاد برؤية الله تعالى وبين تنزيهه عن الجسمية والجهة، وغير ذلك من الشروط في رؤية الأجسام [3] .
(1) ينظر: كتاب التوحيد للماتريدي ص 52.
(2) ينظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص 232.
(3) ينظر: الباقلاني وآراؤه الكلامية ص 575.