وقال الباقلاني:"ثبت المراد بغضبه ورضاه، ورحمته وسخطه، إنما هو إرادته وفصده" [1] .
أما الفيروزآبادي فينقل قول الراغب الأصفهاني، وكأنه يوافقه في ذلك فيقول:"والغَضَب: ثَوَران دم القلب إِرادةً للانتقام، قال تعالى: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ} [البقرة:90] غَضِب عليه غَضَبًا ومَغْضَبَة: سخِطَ. وقوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:7] يعنى اليهود. وقال ابن عرفة: الغضب من المخلوقين شيءٌ يُداخل قلوبَهم، ويكون منه محمود ومذموم، فالمذموم ما كان في غير الحقِّ."
وأَمّا غضب الله عزَّ وجلَّ، فهو إِنكاره على من عصاه فيعاقبه. وقال الطحاوي: إِنَّ الله يغضب ويرضى لا كأَحد من الوَرَى [2] " [3] ."
ثانياً: الأسف: جاءت لفظة أسف في القرآن الكريم في مواضع عديدة، قال تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [الأعراف:150] ، وقال تعالى: ... {يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [يوسف:84] ، وقال تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) } [الكهف:6] ، وقال تعالى: {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه:86] ، وقال تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) } [الزخرف:55] .
(1) الإنصاف للباقلاني ص 39.
(2) متن العقيدة الطحاوية ص 57.
(3) البصائر 4/ 135، بصيرة في غضب.