أما المعتزلة فيرجعونها إلى نفس الثواب والعقاب [1] .
وفسر الزمخشري غضب الله: عقوباته [2] .
أما عند أبي الحسن الأشعري فهما يرجعان إلى الإرادة، فالسخط إرادته تعذيب الكفار وعقوبته على التأبيد، وإرادته تعذيب فُسَّاق المسلمين إلى ما شاء الله [3] .
ونقل الآلوسي قول صاحب المصباح [4] : والغضب في البشر ثوران دم القلب عند إرادة الانتقام وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول - صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الغضب فإنها جمرة توقد في قلب ابن آدم ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه فمن أحس من ذلك شيئاً فليلزق بالأرض) [5] ، وإذا وصف الله تعالى به لم يرد هذا المعنى قطعا وأريد معنى لائق بشأنه عَزَّ شأنه وقد يراد به الانتقام والعقوبة أو إرادته [6] .
(1) ينظر: شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية: محمد خليل هراس ص 40.
(2) ينظر: الكشاف 3/ 80.
(3) ينظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص 465.
(4) المصباح في الجمع بين الأفعال والصحاح، وهو كتاب لغوي اختصر فيه القرطبي (ت 671هـ) صاحب التفسير (الجامع لأحكام القرآن) كتاب الأفعال لأبي القاسم علي بن جعفر بن السعدي، وكتاب الصحاح للجوهري.
(5) أخرجه ابن أبي شيبة: مصنف ابن أبي شيبة: كتاب الأدب، مالا ينبغي من هجران الرجل أخاه، رقم 25384، 5/ 216.
(6) روح المعاني 16/ 240.