فهرس الكتاب
الصفحة 358 من 737

به يقال: غضب يغضب غضباً وهو غضبان وغضوب، ويقال: غضبت لفلان إذا كان حياً، وغضبت به إذا كان ميتاً" [1] ."

الغضب في الاصطلاح الشرعي: من خلال النصوص الواردة يتبين بأنَّ الغضب صفة لله تعالى، فنحن نعلم بالاضطرار أنّأ إذا قدرنا موجودَيْن أحدهما عنده قوة يدفع بها الفساد، والآخر لا فرق عنده بين الصلاح والفساد، كان الذي عنده تلك القوة أكمل، وغضب الله تعالى لا يماثل غضب المخلوقين، كما أَنَّ حقيقة ذاته ليست مثل ذواتهم [2] .

ونقل الإمام الطبري عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) في قوله تعالى: ... {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه:81] ، يقول: فينزل عليكم عقوبتي، ونقل عن قتادة، يقول: فينزل عليكم غضبي [3] .

قال الإمام أبو حنيفة (رحمه الله تعالى) :"وغضبه ورضاه صفتان من صفات الله تعالى بلا كيف" [4] .

وهذا ما قرره الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة بقوله:"والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى" [5] .

(1) ينظر: معجم مقاييس اللغة 4/ 428، مادة (غضب) ، ولسان العرب 1/ 648، مادة (غضب) ، ومعجم الأفعال المتعدية بحرف: موسى بن محمد ابن الملياني الأحمدي ص 259، والمعجم الوسيط 2/ 654.

(2) ينظر: الفتاوى لابن تيمية 6/ 73.

(3) ينظر: جامع البيان 16/ 193.

(4) الفقه الأكبر ص 27.

(5) متن العقيدة الطحاوية ص 57.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام