فهرس الكتاب
الصفحة 357 من 737

المطلب الخامِسَ عَشَرَ

ما جاء في الغضب والأسف

جاءت في القرآن الكريم آيات بينات فيها صفة الغضب والأسف، وهما من الصفات الفعلية لله تعالى، تتعلقان بمشيئته سبحانه.

أولاً: الغضب: جاء الغضب في القرآن الكريم بصيغة الفعل في خمسة مواضع، وبصيغة المصدر في أحد عشر موضعاً، منها قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الممتحنة:13] ، وقوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) } [طه:81] .

أما في الحديث النبوي الشريف، فمن حديث الشفاعة الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وجاء فيه: (رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لم يَغْضَبْ قبلة مثله ولن يَغْضَبَ بَعْدَهُ مثله) [1] .

الغضب لغة: غضب: الغين والضاد والباء أصل صحيح يدل على شدة وقوة، يقال: إن الغضبة الصخرة الصلبة، قالوا: ومنه اشتق الغضب لأنه اشتداد السخط، والغضب نقيض الرِّضَى، وقد غضب عليه غضباً ومغضبة وأغضبته أنا فتغضب وغضب له غضب على غيره من أجله وذلك إذا كان حياً فإن كان ميتاً قلت غضب

(1) صحيح البخاري: كتاب التفسير، بَاب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) } [الإسراء:3] ، رقم 3162، 3/ 1215، صحيح مسلم: كتاب الإيمان، بَاب أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فيها، رقم 194، 1/ 184، مسند أحمد بن حنبل، رقم 9621، 2/ 435.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام