فهرس الكتاب
الصفحة 289 من 737

{وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة:116] : يقول: ولا أعلم أنا ما أخفيته عني فلم تطلعني عليه؛ لأني إنما أعلم من الأشياء ما أعلمتنيه" [1] ."

وقال القرطبي في تفسير قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة:116] :"أي: تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك، وقيل: المعنى تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم، وقيل: تعلم ما أخفيه ولا أعلم ما تخفيه، وقيل: تعلم ما أريد ولا أعلم ما تريد، وقيل: تعلم سري ولا أعلم سرك؛ لأن السر موضعه النفس، وقيل: تعلم ما كان مني في دار الدنيا ولا أعلم ما يكون منك في دار الآخرة، قلت: والمعنى في هذه الأقوال متقارب أي تعلم سري وما انطوى عليه ضميري الذي خلقته، ولا أعلم شيئا مما استأثرت به من غيبك وعلمك {إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة:116] ، ما كان وما يكون وما لم يكن وما هو كائن" [2] .

أما الفيروزآبادي فينقل معاني النفس في كلام العرب وأشعارهم، ومن الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة ما فيه الشاهد على معاني النفس، فيقول:"والنَّفْس: العِنْدُ، قال تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة:116] ،أي: تعلم ما عندي ولا أَعلم ما عنْدَك، وقال ابنُ الأَنبارى: أي تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في غَيْبك. وقيل: تعلم حقيقتي ولا أَعلم حقيقتك [3] ."

ونَفْسُ الشيء: عَيْنهُ، يؤكَّد به يقال: رأَيتُ فلانا نَفْسَه، وجاءني المَلِكُ بنَفْسِه. والنَّفْسُ: قَدْرُ دَبْغَة من القَرَظِ ونحوِه، بعثتْ أَعْرابيّةٌ ابْنتَها إِلى جارَتِها فقالت: تَقُولُ

(1) جامع البيان 5/ 138 ـ 139.

(2) الجامع لأحكام القرآن 6/ 376.

(3) البصائر 5/ 98، بصيرة في نفس.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام