المشبهون والمشركون، ولم يقصد به نفي صفات كماله وعلوه على خلقه وتكلمه بكتبه وتكملة الرسالة" [1] ."
وذهب ابن أبي العز الحنفي في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11] ،"ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى ثُبُوتِ صِفَاتِهِ فِي الأَزَلِ قَبْلَ خَلْقِهِ" [2] ، فهو رد على المشبهة.
واختلفت المجسمة فيما بينهم في التجسيم على ست عشرة مقالة، فقالوا: إنَّ الله جسم محدود وعريض وعميق وطويل، وقال بعضهم مساحته على قدر العالم، وقال بعضهم الآخر إنَّ الباري جسم له مقدار في المساحة، ولا ندري كم ذلك القدر [3] . ... {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون:81] .
وقال الماتريدي في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} :"إنما هو في إثبات الذات وتعظيمه" [4] .
وقال الإمام الرازي في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} :"احتج علماء التوحيد قديماً وحديثاً بهذه الآية في نفي كونه تعالى جسماً مركباً من الأعضاء والأجزاء وحاصلاً في المكان والجهة، وقالوا: لو كان جسماً لكان مثلاً لسائر الأجسام، فيلزم حصول الأمثال والأشباه له، وذلك باطل بصريح قوله تعالى: لَيْسَ"
(1) شرح العقيدة الواسطية ص 33.
(2) شرح الطحاوية في العقيدة السلفية: صدر الدين علي بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفي، ت 321هـ، دار ابن الهيثم ـ القاهرة، الطبعة الأولى 1426هـ ـ 2005م، تحقيق: أحمد محمد شاكر ومجموعة من العلماء. ص 70.
(3) ينظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ص 207 ـ 208.
(4) كتاب التوحيد للماتريدي ص 35.