فهرس الكتاب
الصفحة 276 من 737

2 ـ الدليل من السنة: وقد ورد في السنة النبوية المطهرة نفي الصمم والغياب عن الله تعالى في حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، قال: (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سَفَرٍ فَكُنَّا إذا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا فقال اِربعوا على أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ ولا غَائِبًا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا) [1] .

أقسام صفات السلب:

قسم العلماء صفات السلب الخاصة بـ (المخالفة للحوادث) على قسمين:

القسم الأول: سلب النقائض والعيوب جميعها عن الله تعالى: وتشمل سلباً لمتصلٍ، وسلباً لمنفصلٍ.

فالأول: (سَلْبٌ لِمُتَّصِلٍ) : هو نفي ما يناقض ما وصف به نفسه، أو وَصَفَه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كل ما يضاد الصفات الكاملة، فهو سبحانه موصوف بكمال الحياة، وبكمال القدرة، منزه عَمَّا يضادها من الموت، والإعياء، والتعب، واللغوب، وهو سبحانه منزه عن العبث في الخلق والأمر، ومنزه عن الظلم، وعن الغفلة والنسيان.

والثاني: (سَلْبٌ لِمُنفَصِلٍ) : وهو تنزيه رب العالمين عن أن يشاركه أحد من الخلق في خصائصه، التي لا تكون لغيره، من التوحيد، والتفرد بالكمال، وأَن يُفْرَدَ بالعبودية، وذلك كنفي الشريك له في ربوبيته وإلاهيته، فإنه سبحانه متفرد بالملك

(1) صحيح البخاري كتلب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} رقم 6952، 6/ 2690، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر رقم2704، 4/ 2076.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام