فهرس الكتاب
الصفحة 275 من 737

وليس الله تعالى عَرَضاً؛ وذلك لاحتياج العَرَض في وجوده إلى محله، والله تعالى مستغنٍ عن جميع ما عداه [1] .

وليس الله تعالى جوهراً؛ لأنَّ الجوهر عبارة عما يتركب منه جميع الأجسام، وهو حادث بدليل افتقاره إلى محل يحصل فيه المفتقر إلى غيره حادث، وقد ثبت أَنَّ الله قديم، فهو ليس بجوهر، على أَنَّه عند المتكلمين اسم للجزء الذي لا يتجزأ، وهو متحيز بالذات، وجزء من الجسم، والله يتنزه عن ذلك [2] .

ولا يجوز عليه تعالى الحلول في غيره، والحلول هو الحصول في الشيء على سبيل التبعية، فلو كان تعالى حالاًّ في شيء لكان مفتقراً إلى ذلك الشيء ضرورة افتقار الحالِّ إلى المحل، والله تعالى منزه عن الافتقار والحاجة؛ لأنَّ ذلك ينافي كونه واجباً بذاته، وكما لا تحل ذاته في غيره، لا تحل صفة في غيره؛ لأنَّ الانتقال لا يُتَصَوَّرُ على الصفات، وإنما هو من خواص الذات [3] .

ثانياً: الدليل النقلي:

1 ـ الدليل من الكتاب: وردت في القرآن الكريم آيات نفى الله تعالى فيها عن نفسه مماثلة المخلوق، كما نفى عنه كل ما ينافي كماله، ومن ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11] ، وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) } [الإخلاص:4] .

(1) ينظر: المواقف للأيجي بشرح السيد الشريف 8/ 26 ـ 27.

(2) نثر اللآلي على نظم الأمالي ص 38.

(3) ينظر: المواقف للأيجي بشرح السيد الشريف 8/ 28 ـ 29، والمعتقد الإيماني شرح منظومة العلامة الشيباني: العلامة أبو البقاء الأحمدي، مطبعة شفيق ـ بغداد 1381هـ 1962م، ص 9.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام