فهرس الكتاب
الصفحة 209 من 737

المطلب الثالث

العلاقة بين القضاء والقدر في الاصطلاح الشَّرعي

بعد تعريف القضاء والقدر في اللغة تبين بأنهما يجتمعان في بعض المعاني ويختلفان في بعض، أَمّا في الاصطلاح الشرعي فإنَّ العلماء انقسموا على فريقين، فريق لا يفرق بينهما، وَعَدَّ القضاء هو القدر، وبالعكس، وفريق يفرق بينهما، وَيقول: القضاء غير القدر، أُبَيِّنُها على وفق الآتي:

الفريق الأَوَّل:"قال جمع من أهل العلم: إِنَّ القضاء والقدر بمعنىً واحدٍ؛ لأجل أَنَّهم لحظوا أَنَّ معنى القضاء في معنى القدر، وأَنَّ القضاء والقدر لا فرق بينهما."

ممن ذهب إلى ذلك جماعة من أهل العلم، منهم ابن الجوزي، وكثير من العلماء السابقين" [1] ."

ومن القائلين بذلك ابن الأثير، إذ قال:"فالقضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس وهو القدر، والآخر بمنزلة البناء وهو القضاء، فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه" [2] .

الفريق الثَّاني: فرقوا بين القضاء والقدر، وفصلوا ذلك على أقوال عدة، منها:

(1) شرح العقيدة الطحاوية: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ومجموعة من العلماء، المكتب الإسلامي ـ بيروت، الطبعة الأولى 1992م، تعليق: ناصر الدين الألباني، ص 239.

(2) النهاية في غريب الحديث والأثر 4/ 78.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام