فهرس الكتاب
الصفحة 206 من 737

الثانية: الكتابة: إِنَّ الله تعالى كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ودليلها قوله - صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما خلق الله القلم فقال اكتب قال وما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) [1] .

الثالثة: المشيئة، أي: أَنَّ ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن ليس في السماوات والأرض من حركة ولا سكون إلاّ بمشيئته سبحانه، ولا يكون في ملكه شيءٌ إلاّ ما يريد، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] .

الرابعة: الخَلْقُ والتكوين، إِنَّ الله خالق كل شيءٍ، ومن ذلك أفعال العباد، كما دَلَّت على ذلك النصوص من الكتاب، منها قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الأعراف:52] ، ودليل خلقه لأفعال العباد قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) } [الصافات:96] ، وقوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر:62] .

قال النووي:"وأنكرت القدرية هذا وزعمت أنه سبحانه وتعالى لم يقدرها ولم يتقدم علمه سبحانه وتعالى بها وأنها مستأنفة العلم أي إنما يعلمها سبحانه بعد وقوعها وكذبوا على الله سبحانه وتعالى وجل عن أقوالهم الباطلة علواً كبيراً" [2] .

وقال الدكتور مصطفى حلمي:"القدرية يقولون: الأمر مستقبل، وإِنَّ الله لم يُقَدِّر الكتابة والأعمال، والمرجئة يقولون: والقول يجزي عن العلم، والجهمية يقولون:"

(1) أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، مسند الشاميين: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، ت 360هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ - 1984م، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، رقم 1572، 2/ 397.

(2) شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 154.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام