فهرس الكتاب
الصفحة 205 من 737

أَمَّا الفيروزآبادي فقد ربط بين القضاء والقدر في تعريفهما، وسيأتي بيان ذلك في المطلب الثالث من هذا المبحث إن شاء الله تعالى.

ثانياً: تعريف القَدَر في الاصطلاح الشَّرعي: قال ابن تيمية:"فالقدر هو تقدير الله تعالى الأشياء في القِدَم، وعلمه سبحانه أَنَّها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته سبحانه لذلك، ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها"، وبمثله قال النووي، والمناوي [1] .

ومراتب القدر أربع [2] ، هي:

الأولى: العلم: أي: أَنَّ الله تعالى عَلِمَ ما الخلق عاملون بعلمه القديم، ودليلها قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) } [الحج:70] ، فالعلم أن تؤمن بعلم الله المحيط بكل شيءٍ جملة وتفصيلاً.

(1) شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية: محمد خليل هراس، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الطبعة الأولى1413هـ - 1992م، ص 23 ـ 24، وينظر: شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 154، وفيض القدير 3/ 293.

(2) ينظر: العقيدة الواسطية لابن تيمية ص 23 ـ 24، وطريق الهجرتين وباب السعادتين: شمس الدين أحمد أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية، ت 751هـ، دار البيان ـ دمشق، الطبعة الثانية 1419هـ ـ 1988م، تحقيق: بشر محمد عيوان، ص 94، و لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، ت 620هـ، الدار السلفية - الكويت، الطبعة: الأولى 1406هـ، تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، ص 92، وشرح الواسطية لابن تيمية: ابن عثيمين، دار الوطن ـ الرياض، الطبعة الأولى 1414هـ، ص 56.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام