فهرس الكتاب
الصفحة 191 من 737

الثَّاني: كفرٌ اعتقاديٌّ.

الثَّالث: كفرُ تَبَرِي [1] ، نحو قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} [العنكبوت:25] .

وفيما يأتي قول الفيروزآبادي رحمه الله تعالى:"وأعظم الكفر جحود الوحدانية، أو النبوة، أو الشريعة 000وقد يقال: كَفَرَ لمن أَخَلَّ بالشريعة، وترك ما لزمه من شكر الله تعالى عليه، قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} [الروم:44] ، ويقال: كَفَرَ فلان إذا اعتقد الكفر 000 ويقال: كَفَرَ إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد، لذلك قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل:106] 000 وقد يُعَبَّرُ عن التبري بالكفر، نحو قوله تعالى: ... {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} [العنكبوت:25] " [2] .

وبهذا يظهر لي أَنَّ الكفرَ قد يكون جحوداً، أو قد يكون تكذيباً، وقد يكون إباءً، أو استهزاءً، وقد يكون اعتقاداً، أو لفظاً، أو عملاً.

وقد وافق الفيروزآبادي بهذا مَنْ سبقوه في اللغة والاصطلاح، مستشهداً على صحة أقواله من كتاب الله تعالى، وما وافق لغة العرب، فَفَصَّلَ وَبَيَّنَ حسب ما يقتضيه الحال لكل عبارة وردت بهذا الشأن.

(1) قال محقق البصائر النَّجَّار:"التبري هو مخفف التبرؤ". ينظر: البصائر 4/ 364، بصيرة في كفر، هامش (4) .

(2) البصائر 4/ 361 ـ 364.، بصيرة في كفر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام