ومما تقدم نجد أَنَّ الفيروزآبادي أتى بعدة معانٍ لغوية للإيمان، فهو يأتي بمعنى الإقرار، والتصديق، والتوحيد، والصلاة، وأقربها للغة هو التصديق، وهو الذي عليه أغلب أهل اللغة.
ثانياً: الإيمان في الاصطلاح الشرعي:
اختلف العلماء في بيان حقيقة الإيمان على أقوال عدة، أشهرها ثلاثة، وهي:
القول الأول: الإيمان: هو التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالأركان. وهذا القول هو المشهور عن السلف، وكثير من الأئمة، وبه قالت المعتزلة والخوارج [1] .
القول الثاني: الإيمان: هو التصديق بالقلب، والإقرار باللسان دون غيرهما من الجوارح، وهذا منقول عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله، وبعض الأشاعرة، ونُسِبَ إلى جمهورهم [2] .
(1) ينظر: شعب الإيمان: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، ت 458هـ، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، 1/ 48، وفتح الباري 1/ 61، و لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف: الحافظ عبد الرحمن بن رجب الحنبلي، ت 895هـ، دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة الأولى 1418هـ ـ 1997م، ضبط وتعليق: إبراهيم رمضان وسعيد اللحام، ص 401، وشرح النووي على صحيح مسلم: أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي، ت 676هـ، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية 1392هـ، 1/ 212، وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، ت 751هـ، دار الكتب العلمية - بيروت، تحقيق: زكريا علي يوسف، ص 177.
(2) ينظر: الفقه الأكبر: الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، ت 150 هـ، تعليق: محمود عمران موسى، مطبعة أسعد - بغداد 1990م، ص 358، و شرح المقاصد في علم الكلام، تأليف: سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، ت 793هـ، تحقيق: الدكتور عبد الرحمن عميرة، عالم الكتب ـ بيروت، الطبعة الأولى 1989م، 5/ 78، وشرح الطحاوية لابن أبي العز ص 462، وفتح المجيد ص 110 ـ 111.