فهرس الكتاب
الصفحة 163 من 737

القول الثالث: الإيمان: هو التصديق بالقلب، وهو قول الماتريدية، ومروي عن أبي حنيفة رحمه الله، وهو المشهور من مذهب أبي الحسن الاشعري [1] .

هذه التعريفات هي أقوال العلماء عموماً.

أمَّا الفيروزآبادي فقد اكتفى بنقل تعريف الراغب الأصفهاني، وكأنه يوافقه على ذلك، ومن جملة ما نقله: إِنَّ الإيمان يُستَعمَلُ تارةً اسماً للشريعة التي جاء بها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويوصف به كل من دخل في شريعته، مقراً بالله تعالى، وبنبوته، وتارة يستعمل على سبيل المدح، ويراد به إذعان النفس للحق على سبيل التصديق، وذلك باجتماع ثلاثة أشياء: تحقيق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بحسب ذلك بالجوارح. ويقال لكل واحد من الاعتقاد، والقول الصِّدق، والعمل الصالح: إيمان [2] .

إِنَّ المتفحص لهذا القول يجد أَنَّهُ يوافق القول الأول من تعريفهم للإيمان، الذي يشمل قول السلف [3] ، وكثير من الأئمة.

(1) ينظر: تبصرة الأدلة في أصول الدين على طريقة الإمام أبي منصور الماتريدي: منشورات المعهد الفرنسي للدراسات العربية/ دمشق 1990م، تحقيق: كلود سلامة، 2/ 799، وشرح العقائد النسفية للتفتازاني ص 154، والإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به:: القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني البصري، ت 403هـ، المكتبة الأزهرية للتراث ـ القاهرة، الطبعة الثانية 1421هـ ـ 2000م، تحقيق: محمد زاهد ابن الحسن الكوثري، ص 55.

(2) ينظر: البصائر 2/ 150 ـ 151 بصيرة في الإيمان. وينظر: مفردات ألفاظ القرآن ص 91، مادة (أمن) .

(3) ينظر: تعظيم قدر الصلاة: محمد بن نصر المروزي، ت 294هـ، مكتبة الدار ـ المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1406هـ، 2/ 695، وجامع البيان 11/ 400، والإيمان الأوسط: ابن تيمية، ت 728هـ، المكتب الإسلامي ـ بيروت، الطبعة الثانية 2001م، ص 176.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام