المطلب الثاني
تعريف الإيمان لغة واصطلاحاً
أولاً: الإيمان لغة: الإيمان في اللغة هو مصدر آمَنَ يُؤمِنُ إيماناً، فهو مؤمنٌ [1] ، وأصل آمن أَأْمَنَ بهمزتين، لُيِّنَت الثانية [2] ، وهو من الأمن ضد الخوف [3] .
أمَّا الفيروزآبادي فقد عرفه بتعريفات عديدة حسب ورود هذه اللفظة في القرآن الكريم، إذ جعلها على خمسة أوجه [4] ، وعلى النحو الآتي:
الأول: بمعنى إقرار اللسان: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} [المنافقون:3] ، أي آمنوا باللسان وكفروا بالجِنان.
الثاني: بمعنى التصديق في السر والإعلان: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة:7] .
الثالث: بمعنى التوحيد وكلمة الإيمان: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} [المائدة:5] ، أي: بكلمة التوحيد.
الرابع: إيمان في ضمن شرك المشركين إلى الطغيان: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف:106] .
الخامس: بمعنى الصلاة: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة:143] .
(1) تهذيب اللغة: محمد بن أحمد الأزهري أبو منصور، ت 370هـ، تحقيق: أحمد الردوني، طبعة الدار المصرية للتأليف والترجمة، 15/ 513، مادة (أمن) .
(2) الصحاح 5/ 2071، مادة (أمن) .
(3) الصحاح 5/ 2071، مادة (أمن) ، القاموس المحيط ص 1518، مادة (أمن) .
(4) ينظر: البصائر 2/ 150، بصيرة في الإيمان.