فهرس الكتاب
الصفحة 155 من 737

ويلحظ أَنَّ إيجاد السماوات والأرض جاء في القرآن الكريم بلفظ (خَلَقَ) أكثر من بقية الألفاظ الدالة على هذا المعنى [1] ، فضلاً عَمَّا فيها من الدلالة على التقدير المستقيم، كما مَرَّ في قول الفيروزآبادي، فالخلق فيه بعيد عن السذاجة في التكوين والتشكيل، إذ الصورة الخلقية ليست صورة اعتيادية اعتباطية، بل هي صورة فنية دالَّة، وهناك فرق بين الشكل الذي لا دلالة فيه، وبين الشكل الذي أخرجته يد القادر الحكيم بتقدير وتصميم، ومن مثل الدلالة على الإيجاد (بالخلق) قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) } [الأنبياء:33] ، وقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) } [فصلت:37] ، وقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) } [الدخان:38] ، وقوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) } [النحل:3] .

ثُمَّ تلي لفظة (خَلَقَ) في معنى الإيجاد لفظة (فَطَرَ) [2] ، فقد تكررت مع السماوات والأرض ثماني مرات في كتاب الله تعالى، ومنها قوله تعالى: ... {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم:10] ، وقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) } [الزمر:46] .

(1) وردت لفظة (خلق) في القرآن بجميع اشتقاقاتها في (240) موضعاً في (204) آية. ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: الأستاذ فؤاد عبد الباقي، دار المعرفة ـ بيروت، الطبعة الرابعة 1414هـ ـ 1994م، ص 306 ـ 310.

(2) وردت لفظة (فطر) باشتقاقات عديدة في القرآن نحو: (فاطر) ، و (فطرني) ، و (فطرهن) عشر مرات. ينظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ص 663 ـ 664.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام