فهرس الكتاب
الصفحة 154 من 737

والفخر الرازي، واستدلوا على ذلك بقول أحد الأعراب وقد خاصم صاحباً له في بئر: أنا فطرتها، أي: ابتدأتها [1] ، وأشار الطبري إلى روايتين عن السُّدِّيِّ الكبير وقَتَادَةَ يعني: خالق السماوات والأرض، وروي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أَنَّ فَطَرَ عنده بمعنى: ابتدأَ [2] .

قال الرازي:"وقال ابن الأنباري [3] : أصل الفطر شق الشيء عند ابتدائه فقوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنعام:14] يريد خالقهما ومنشئهما" [4] .

وهذا ما قصد إياه الفيروزآبادي من خلال ما جاء به من الأشباه والنظائر لكلمة فطر، فوافق أهل اللغة والتفسير على ما ذهب إليه [5] .

(1) ينظر: جامع البيان 7/ 159، والكشاف 2/ 11، والتفسير الكبير أو (مفاتيح الغيب) : فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي، ت 604هـ، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1421هـ - 2000م، 12/ 140.

(2) ينظر: جامع البيان 7/ 159.

(3) هو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله مصغر بن أبي سعيد كمال الدين أبو البركات بن الأنباري النحوي، صاحب التصانيف المفيدة وله الورع المتين والصلاح والزهد سكن بغداد وتفقه على أبي منصور بن الرزاز وقرأ النحو على أبي السعادات بن الشجري واللغة على أبي منصور بن الجواليقي وصار شيخ العراق في الأدب غير مدافع له التدريس ... ومن تصانيفه في المذهب هداية الذاهب في معرفة المذاهب وبداية الهداية وفي الأصول الداعي إلى الإسلام في أصول الكلام والنور اللائح في اعتقاد السلف الصالح واللباب وغير ذلك وفي الخلاف التنقيح في مسلك الترجيح والجمل في علم الجدل وغير ذلك وفي النحو واللغة ما يزيد على الخمسين مصنفا وله شعر حسن كثير، توفي ليلة الجمعة تاسع شعبان سنة (577 هـ) . طبقات الشافعية الكبرى 7/ 155 ـ 156.

(4) التفسير الكبير12/ 140.

(5) ينظر: البصائر 4/ 200، بصيرة في فطر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام