كَمَنْ لَا يَخْلُقُ [النحل: 17] [1] ، وقال أيضاً في قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة:117، الأنعام:101] :"بمعنى المبدِع، والمبتدِئِ لإِيجاده" [2] ، ..."والحُدُوث: كون الشيء بعد أَن لم يكن، عَرَضاً كان أَو جوهراً، وإِحداثه: إِيجاده. وإِحداث الجوهر ليس إِلاَّ لله تعالى. والمحدَث: ما أُوجد بعد أَن لم يكن" [3] .
وإحداث هذا الكون وصنعه دليل العظمة،"وقوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل:88] 000 وقوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88] دليل على الصّنعة، كأنَّه قال: صَنَعَ الله ذلك صُنْعًا" [4] ،"فالعالَم آلة في الدّلالة على موجِدِه وخالِقه، ولهذا أَحالنا عليه في معرفة وَحْدَانِيَّتِهِ فقال: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف:185] " [5] ."فهذا دليل على البرهان الدال على وجود الخالق سبحانه بِأَنْ أَمَرَهُم بالنظر في هذا الملكوت العجيب، وهو خلق هائل، فضلاً عن خلق الله تعالى للأشياء الأخرى، وقد خرج الاستفهام في الآية إلى معنى الإنكار والتوبيخ؛ وذلك لإخلالهم النظر في الآيات الكونية، أو التكوينية، المنصوبة في الآفاق والأنفس، والشاهدة بصحة الآيات المنزلة" [6] .
وقال الفيروزآبادي في الفطر:"فَطَرَ الله الخَلْق، وهو فاطر السماوات: مبتدعها ... قال الله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) } [الانفطار:1] " [7] . ولهذا القول أصل في التفسير عند مَن سبقوه، فلفظة (فَطَرَ) بَيَّنَهَا أشهر المفسرين كالطبري والزمخشري
(1) البصائر 2/ 566، بصيرة في الخلق.
(2) البصائر 2/ 231، بصيرة في البديع.
(3) البصائر 2/ 440، بصيرة في الحديث.
(4) البصائر 3/ 443، بصيرة في صنع.
(5) البصائر 4/ 88، بصيرة في علم.
(6) إرشاد العقل السليم 3/ 199.
(7) البصائر 4/ 200، بصيرة في فطر.