ويدخل في هذا التوحيد الإيمان بقدر الله سبحانه، أي: الإيمان بأنَّ كل مُحْدَثٍ صادر عن علم الله عَزَّ وَجَلَّ وإرادته وقدرته [1] .
وبعبارة أخرى فإنَّ هذا التوحيد معناه: الإقرار بأنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ هو الفاعل المطلق في الكون بالخلق والتدبير والتغيير والتيسير والزيادة والنقصان، والإحياء والإماتة، وغير ذلك من الأفعال، لا يشاركه أحد في فعله سبحانه [2] .
والمناسبة بين هذا المعنى والمعنى اللغوي: إنَّ كل معاني لفظ (الرب) في اللغة صادقة على الله سبحانه وتعالى، فهو المربي للأشياء الذي ينميها، وينقلها في أطوار مختلفة حتى يبلغ بها ما قدر هو لها، وهو المالك لها، والسيد عليها، والمدبر لمصالحها، والقائم بحفظها، قيوم السماوات والأرض، ومستحق بالعبادة حقاً بربوبيته للخلق، لهذا كانت شؤون الربوبية كلها من الخلق والرزق والملك والتدبير والتصريف مختصة به سبحانه وتعالى، لا يشاركه فيها أحد من خلقه، ومن جعل شيئاً من ذلك لغير الله فقد ناقض نفسه، وارتكب باباً من أبواب الشرك [3] .
معنى توحيد الإلهية لغة واصطلاحاً:-
1 ـ توحيد الإلهية لغة: توحيد الإلهية مركب من كلمتين: التوحيد وقد تقدم ذكره [4] . أمَّا الإلهية فهي لفظ منسوب إلى الإله، والإله كفِعَال بمعنى مألوه، وكل ما اتُّخِذَ معبوداً فهو إلهٌ عند مُتَّخِذِهِ، وإلهٌ جعلوه اسماً لكل معبود له000 وأَلِهَ فلانٌ يَأْلَهُ
(1) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية ص 76ـ 77، وتيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد: سليمان بن عبد الوهاب التميمي، المكتبة الإسلامية - بيروت ص 17ـ 18، وكتاب الإيمان: محمد نعيم ياسين، دار السلام ـ دمشق 2007م، ص 11.
(2) ينظر: كتاب الإيمان: محمد نعيم ياسين ص 11.
(3) ينظر: كتاب دعوة التوحيد: الدكتور محمد خليل الهراس، دار الكتب العلمية - بيروت ص 31 ـ 32.
(4) ينظر: ص 117 من الرسالة.