وقال الفيروزآبادي:"أصل الرَّبِّ التربية، وهي إنشاء شيءٍ حالاً فحالاً إلى حَدِّ التمام، يقال: رَبَّهُ ورَبَّاهُ ورَبَّبَهُ، فالرَّبُ مستعارٌ للفاعل، ولا يقال الرَّبُّ مطلقاً إلاّ لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات، قال تعالى: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سبأ:15] ، وقوله: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا} [آل عمران:80] ، أي آلهة، وتزعمون أَنَّها الباري تعالى مسبب الأسباب، والمتولي لمصالح العباد. وبالإضافة يقال: لله تعالى ولغيره، نحو: رَبُّ العالمين، ورَبُّ الدار" [1] .
2ـ توحيد الربوبية في الاصطلاح الشرعي:
قال الفيروزآبادي:"هو الإقرار بِقَيُّومِيَّةِ الرَّبِّ فوق عرشه يدبر أمر عباده وحده، فلا خالق، ولا رازق، ولا معطي، ولا مانع، ولا مميت، ولا محيي، ولا مدبر لأمر المملكة ظاهراً وباطناً غيره، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا تتحرك ذرة إلاّ بإذنه، ولا يجري حادث إلاّ بمشيئته، ولا تسقط ورقة إلاّ بعلمه، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلاّ وقد أحصاها علمه، وأحاطت به قدرته، ونفذت فيها مشيئته، واقتضتها حكمته، قال تعالى: ... {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59] " [2] .
(1) البصائر: 3/ 29 ـ 30، بصيرة في الرب.
(2) ينظر: البصائر 5/ 172، بصيرة في وحد.