المثال الأَوَّل: ما نقله من أسماء نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتب بني إسرائيل قوله: ..."واسمه - صلى الله عليه وسلم - في الإنجيل: طاب طاب، أي: طَيِّب، وفى التوراة: ماذماذ، أَى المرْجُوّ، وفى الزَّبُورِ: فارْقَلِيطا، أي: الفارِقُ بين الحقّ والباطل، وفى صحف إِبراهيمَ: (آخِرْيَا قِدَما) ، أي: السابِق الآخر، وفى صُحُفِ شِيث: (صام صام) أي: القَطَّاع بالحُجَّة، وفي صُحِفِ آدم: (مُقَنَّع) ، وفي صحف شِعْيا وأَرْمِيا (قانِعٌ) " [1] .
المثال الثاني: ما نقله في بصيرة يوسف - عليه السلام - أورد فيه قول كعب ... الأحبار [2] ، مع أنه أشار بقوله وفي بعض الآثار: (لما أخرج الله الذرية من ظهر آدم وعرض عليه أمثال الذر، أراه في الطبقة السادسة شخصاً مهيباً من الرجال على وجهه بهجة الجمال، قد توج بتاج الوقار، وهو مرتدٍ برداء الكرامة، متزر بإزار الشرف، عليه قميص البهاء، وفي يده قضيب الملك، وعلى يمينه سبعون ألف ملك، وعلى يساره هكذا، وخلفه أمم الأنبياء لهم زَجَلٌ [3] بالتسبيح، وبين يديه شجر السعادة، يدور معه حيثما دار، فقال آدم: من هذا الذي أبحت له بحبوحةَ الكرامة، وأنزلته هذه الدرجة العالية؟ قال الله تعالى: هذا ابنك المحسود من إخوته، يا آدم انحله، وسمه، فنحله ثلثي جمال أولاده، وضمه إلى صدره، وقبّل ما بين عينيه، وقال: يا بني لا تأسف فأنت يوسف، فأول من سماه بهذا الاسم آدم" [4] ."
ومن هذين المثالين نتعرف على موقف الفيروزآبادي من هذه القصص والحكايات الإسرائيلية التي ربما تكون في بعض المواطن من تفسيره قد قللت من قيمة
(1) البصائر 6/ 14، بصيرة في ذكر نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
(2) ينظر: قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس: أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري، أبو اسحق الثعلبي، ت 427هـ، المكتبة الشرقية ـ بغداد، الطبعة الأولى 1984م ص 111 - 112.
(3) الزجل: زجل الصوت زجلاً طرب، وأيضا ارتفع. الأفعال: أبو القاسم علي بن جعفر السعدي، ت 515هـ، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الأولى - 1403هـ ـ 1983م، 2/ 93.
(4) البصائر 6/ 46، بصيرة في ذكر يوسف - عليه السلام -.