وفي الحديث: (الجارُ أَحَقُّ بِصَقْبِهِ) [1] ، وفيه (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) [2] ، وقيل: مكتوب في التوراة: حسن الجوار يعمر الديار، ويطول الأعمار، ويؤبد الآثار، والجور على الجار يخرب الديار، وينقص الأعمار، ويمحو الآثار [3] ، فنلاحظ أنَّ هذا المثال أقرب إلى العقل والنقل من الأمثلة السابقة مع وجود التباين بين تلك الأمثلة، كما نجد أنه ينبه على روايته للإسرائيليات بـ (يروى، قيل، في التوراة) وغيرها من أدوات التضعيف.
ففي بصيرة (الشكر) وبعد استرساله بشرحها قال: (وفي أثر إسرائيلي قال موسى: يا رب خلقت آدم بيدك، ونفخت فيه من روحك، وأسجدت له ملائكتك، وعلمته أسماء كل شيء، وفعلت وفعلت ... فكيف أطاق شكرك؟ فقال الله - عز وجل: علم أنَّ ذلك مني، فكانت معرفته بذلك شكراً لي) [4] .
وفي بصائر الأنبياء التي أشرت إليها أنه أكثر من الإسرائيليات فيها، وهذا راجع إلى كثرة اعتماده على الثعلبي في قصص الأنبياء الذي انتقده العلماء لكثرة ما فيه من إسرائيليات، أكتفي بذكر مثالين منها:
(1) هو جزء من حديث أخرجه البخاري، وأحمد، والدارقطني عن أبي رافع - رضي الله عنه -. صحيح البخاري: كتاب الحِيَل، باب في الهبة والشفعة، رقم 6576، 6/ 2559، مسند الإمام أحمد رقم 27224، 6/ 390، سنن الدارقطني: علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني البغدادي، ت 385هـ، دار المعرفة - بيروت 1386هـ - 1966م، (د. ط) ، تحقيق: السيد عبد الله هاشم يماني المدني، كتاب في الأقضية والأحكام وغير ذلك، باب في المرأة تقتل إذا ارتدت، رقم 77، 4/ 224.
(2) هو جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.صحيح البخاري: كتاب الأدب، بَاب من كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جَارَهُ، رقم 5673، 5/ 2240، صحيح مسلم: كتاب الإيمان، بَاب الْحَثِّ على إِكْرَامِ الْجَارِ وَالضَّيْفِ وَلُزُومِ الصَّمْتِ إلا عن الْخَيْرِ وَكَوْنِ ذلك كُلِّهِ من الإِيمَانِ، رقم 47، 1/ 68.
(3) ينظر: البصائر 2/ 357، بصيرة في الجار.
(4) المصدر نفسه 3/ 339، بصيرة في الشكر.