إلى الشيء شيئين حتى يصير ثلاثة، ثم يورد ما قاله الأزهري من كلام العرب في (الضعف) : وهو المثل إلى ما زاد، وليس بمقصور على المثلين، ثم يعقب الفيروزآبادي قائلاً: فيكون ما قال أبو عبيدة صواباً، بل وجائز في كلام العرب أن تقول: هذا ضعفه أي: مثلاه وثلاثة أمثاله؛ لأنَّ الضعف في الأصل زيادة غير محصورة، ألا ترى إلى قوله - عز وجل: {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا} [سبأ: 37] لم يرد مثلا ولا مثلين، ولكنه أراد بالضعف الأضعاف [1] .
فترى الفيروزآبادي لم يكتف بما نقله عن الأزهري بل أفاض علينا بما عهدناه عليه من علم غزير ودراية كاملة بما ذهب إليه العرب، معززاً ذلك بما جاء به القران الكريم فنراه ناقلاً ثم مرجحاً ثم ناقداً، ونرى هذا كثيرا في بصائره.
وعند تفسير قوله تعالى: {فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: 37] نقل الفيروزآبادي أقوالاً للعلماء، منها ما قاله الأزهري فصارت وردةًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً أي: كلون الورد تتلون ألواناً يوم الفزع الأكبر، كما تتلون الدهان المختلفة وهي جمع دهن [2] ، ويؤيد قول الأزهري قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} [المعارج: 8] ، قال المفسرون: أي: كالزيت المغلي [3] .
(1) ينظر البصائر 3/ 474 - 475 الحضر.
(2) ينظر: البصائر 5/ 196، بصيرة في ورد.
(3) ينظر: معالم التنزيل (تفسير البغوي) : أبو محمد الحسن البغوي، ت 516هـ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، الطبعة الثالثة 2001م، 7/ 124 - 125، ولباب التأويل في معاني التنزيل للإمام علاء الدين علي بن محمد الخازن 7/ 124 - 125،و صفوة التفاسير: محمد علي الصابوني، دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع ـ القاهرة، الطبعة العاشرة 1997م، 3/ 443.