قوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5] ، قال الأزهري وأكثر المفسرين: تحشر الوحوش كلها، والدواب حتى الذباب تحشر للقصاص [1] . فهذا القول ذهب إليه الكثير من المفسرين، حيث تجمع الوحوش من كل جانب يوم القيامة ويقتص منها ثم تعود تراباً [2] .
وفي بصيرة (الدهر) ذكر الفيروزآبادي أنَّ معنى الدهر هو (الزمان) وينقل أقوالاً منها ما قاله الأزهري: إنَّ الدهر يقع عند العرب على بعض الدهر الأطول، ويقع على مدة الدنيا كلها، وتعقيبا على قول جرير:
أنا الدهر يفنى الموت والدهر خالد ... فجئني بمثل الدهر شيئاً يطاوله [3]
يقول الأزهري: جعل الدهر الدنيا والآخرة؛ لأن الموت يفنى بعد انقضاء الدنيا، قال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان: 1] .
وفي أحيان أخرى كان يعتمد على الأزهري، في ترجيحاته لبعض الأقوال التي يراها موافقة لما جاء في كلام العرب، ففي بصيرة (ضعف) يذكر قول أبي عبيدة فيها، وهو: ضعف الشيء مثله, وضعفاه مثلاه، وقال في قوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} [الأحزاب: 30] ، يجعل العذاب ثلاثة أعذبة، قال ومجاز يضاعف: يرجع
(1) ينظر: البصائر 2/ 468، بصيرة في الحشر.
(2) ينظر: جامع البيان: محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري أبو جعفر، ت 310هـ ,الطبعة الخامسة 2009 دار الكتب العلمية ـ بيروت 2009م 30/ 43، وتفسير النسفي: أبوا لبركات عبد الله بن احمد النسفي، ت 510هـ، دار إحياء الكتب العربية ـ بيروت، الطبعة الرابعة، تعليق: علي سامي النَّشَّار وعصام الدين محمد علي. 4/ 319، و غرائب القرآن ورغائب الفرقان: نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري، ت 728هـ، دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة الأولى 1416 هـ - 1996 م، تحقيق: الشيخ زكريا عميران، 30/ 33.
(3) ينظر: البصائر 2/ 609، بصيرة في الدهر.