فهرس الكتاب
الصفحة 107 من 737

ثالثاً: الأزْهَرِيُّ:

وهو أبو المنصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح الأزهري الهروي اللغوي النحوي الشافعي، من علماء اللغة المشهورين، أخذ عن نفطويه والربيع بن سليمان، وابن السراج من تصانيفه (التهذيب) في اللغة وتفسير ألفاظ مختصر المزني، توفي سنة (370هـ) [1] .

ذكره الفيروزآبادي أكثر من (37) مرة في بصائره، واعتمد عليه في أجزاء البصائر (الثاني، والثالث، والرابع، والخامس) ، ففي بصيرة (الأمسح) ذكر الفيروزآبادي اختلاف العلماء في اشتقاق (المسيح) نقلا عن ابن دحية في كتابه (مجمع البحرين في فوائد المشرقين والمغربين) إلى ثلاثة وعشرين قولاً، قال الفيروزآبادي عن ذلك: (قال مؤلف هذا الكتاب محمد الفيروزآبادي - تاب الله عليه - فتمت إلى ما ذكره الحافظ - يقصد ابن دحية - من الوجوه الحسنة والأقوال البديهة، فتحت بها خمسين وجهاً) [2] ، فاعتمد على الأزهري في قولين منهما: قال الأزهري: المسيح بمعنى الماسح وهو القاتل، والقول الآخر للأزهري: ويمكن أن يكون المسيح كلمة الله من قولهم: فلان يتمسح به أي: يتبارك به، لفضله وعبادته، كأنه يتقرب إلى الله تعالى بالدنو منه [3] .

وفي موضع آخر أورد قوله مع المفسرين، ولكن مستقلاً عنهم مما يشعر أنه غالباً ما يعتمد عليه في اللغة دون غيرها، وإن كان رأيه موافقاً لما ذهب إليه المفسرون، ففي

(1) ينظر: البلغة في تاريخ أئمة اللغة ص 205، وطبقات النحاة واللغويين: تقي الدين بن قاضي شهبة الآمدي، ت 851هـ، مطبعة النعمان ـ النجف 1974م، تحقيق: الدكتور محسن عياض، ص 29، وبغية الوعاة: 1/ 19.

(2) البصائر 2/ 138، بصيرة في الأمسح.

(3) ينظر: المصدر نفسه 2/ 139 - 142، بصيرة في الأمسح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام