وفي القراءات كان الفيروزآبادي ينقل بعض توجيهات الأزهري فيها ومما أورده في ذلك نقده لقراءة أبي عمرو من قوله تعالى: {هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} ... [الصافات: 54] حيث قرأها أبو عمرو وأبو سراج وابن أبي عبلة (مُطْلِعُونِ) بالتخفيف وكسر النون [1] ، قال الأزهري: هي شاذة عند النحويين أجمعين ووجهه ضعيف، ووجه الكلام على هذا المعنى: هل أنتم مطلعي، وهل أنتم مطلعون بلا نون كقولك: هل أنتم آمرونِ وآمريَّ، ويختم هذا الكلام إن ما جاء في قول الشاعر:
هم القائلون الخير والآمرونه ... إذا ما خَشَوا من مُحْدِثِ الأمر مُعْظَما [2]
هو من شواذ اللغات لأن وجه الكلام يكون: والآمرون به [3] .
(1) ينظر: إعراب القران: أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، ت 338هـ، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الثالثة 1409هـ- 1988م،، تحقيق: د. زهير غازي زاهد، 2/ 750،و الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) : محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي أبو عبد الله، ت 671هـ، دار الشعب - القاهرة 15/ 82.
(2) ذكر المبرد بأَنَّ سيبويه روى هذا البيت، ولم ينسبه لأحد. ينظر: الكامل في اللغة والأدب: محمد بن يزيد المبرد، أبو العباس، ت285هـ، دار الفكر العربي - القاهرة، الطبعة الثالثة 1417 هـ - 1997 م، محمد أبو الفضل إبراهيم.
(3) ينظر: البصائر 3/ 512، بصيرة في طلع.