فهرس الكتاب
الصفحة 105 من 737

كان كتاب سيبويه من المصادر المهمة في كتاب البصائر، فقد اعتمد عليه الفيروزآبادي كثيراً وأشار إليه نحو (34) مرة، وكان يكتفي بذكر سيبويه دون كتابه فلم يشر إلى الكتاب مرة واحدة، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] ثم قال: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر: 3] فصرح بـ (ليلة القدر) ، وكان حقها الكناية, رفعا لمنزلتها , فإن الاسم قد يذكر بالصريح في موضوع الكناية تعظيماً وتخويفاً, كما قال الشاعر:

لا أرى الموتَ يسبق الموتَ شيءٌ ... نَغَّص الموتُ ذا الغنى والفقيرا

فصرح باسم الموت ثلاث مرات , تخويفاً , وهو من أبيات كتاب سيبويه [1] .

ومن أمثلة ما أفاده الفيروزآبادي عن سيبويه في كتابه، قوله في المتشابه من قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ} [القصص: 82] [2] ليس بتكرار؛ لأن كل واحد منها متصل بغير ما اتصل بها الآخر، قال ابن عباس (رضي الله عنهما) : [3] ويْ صلة , واليه ذهب سيبويه فقال ويْ: كلمة يستعملها النادم بإظهار ندامته وهي مفصولة من ... (كأنه) [4] .

ومن ذلك أيضاً ما قاله الفيروزآبادي في بصيرة (كلأ) ومعانيها، تأتي بمعنى الحفظ، وأذهب في كلاءة الله أي: حفظه ونظره ومراقبته، والمادة موضوعة للدلالة

(1) هو: سوادة بن عدي كما في كتاب سيبويه 1/ 42.

(2) ينظر: البصائر 1/ 531 - 532، بصيرة في {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} .

(3) أورد هذا القول في تنوير المقباس من تفسير ابن عباس: الفيروز آبادي، ت 817هـ، دار الكتب العلمية - لبنان، ص 244.

(4) ينظر: البصائر 1/ 357، بصيرة في {طسم} .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام