وقال النووي:"قال الأكثرون من العلماء: هو إخبار عن كثرة السراري وأولادهن، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها، لأن مال الإنسان صائر إلى ولده" (1) .
وقال ابن رجب:"المراد بربتها: سيدتها ومالكتها، وفي حديث أبي هريرة: (ربها) ، وهذا إشارة إلى فتح البلاد، وكثرة جلب الرقيق حتى تكثر السراري، ويكثر أولادهن، فتكون الأم رقيقةً لسيدها، وأولاده منها بمنزلته، فإن ولد السيد بمنزلة السيد، فيصير ولد الأَمَة بمنزلة ربها وسيدها" (2) .
وهناك أقوال تؤول في النهاية إلى هذا القول وتندرج تحته، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر (3) ومنها:
-ما ذهب إليه إبراهيم الحربي من أن المعنى: أن تلد الإماء الملوك، فتكون أُمُّه من جملة رعيته، وهو سيدها وسيد غيرها من رعيته (4) .
-وذهب وكيع بن الجراح إلى أن المراد: أن تلد العجمُ العربَ (5) .
قال ابن حجر:"وقد فسره وكيع في رواية ابن ماجه بأخص من الأول، قال: أن تلد العجم العرب" (6) .
القول الثاني: أن المراد: الإخبار عن كثرة بيع أمهات الأولاد في آخر الزمان، فربما اشترى الولد أُمَّهُ وهو لا يعلم، لكثرة تداول المُلَّاك لها،
(1) شرح النووي على مسلم (1/ 273) .
(2) جامع العلوم والحكم (1/ 136) .
(3) انظر: الفتح (1/ 122) ، والفتح لابن رجب (1/ 217) .
(4) انظر: إكمال المعلم (1/ 206) ، وصيانة صحيح مسلم (136) ، وشرح النووي على مسلم (1/ 273) ، وفتح الباري لابن رجب (1/ 217) ، وجامع العلوم والحكم (1/ 137) ، والفتح (1/ 122) .
(5) انظر: سنن ابن ماجه (1/ 24 - 25) ، والتذكرة (2/ 498) ، والفتح لابن رجب (1/ 217) ، وجامع العلوم والحكم (1/ 137) .
(6) الفتح (1/ 122) .