وقال النووي:"وقد صح أن مسلمًا كان ممن يستفيد من البخاري ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث" (1) .
لقد حظي رَحِمَهُ اللهُ بثناء عطر وذكر جميل من علماء عصره ومن بعدهم، وما ذاك إلا لجلالة قدره وعظيم منزلته في نفوس المسلمين، خاصةً بعد كتابه (الصحيح) الذي يعد -هو وصحيح البخاري- أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
وفي ما يلي أذكر نتفًا مما قيل في الثناء عليه:
قال محمد بن بشار (2) :"حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى" (3) .
وقال فيه الخطيب البغدادي:"أحد الأئمة من حفاظ الحديث" (4) .
وقال ابن الصلاح:"رفعه الله تبارك وتعالى بكتابه الصحيح هذا إلى مناط النجوم، وصار إمامًا حجة يبدأ ذكره ويعاد في علم الحديث وغيره من العلوم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" (5) .
(1) شرح النووي على مسلم (1/ 120) .
(2) هو محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان، الإمام الحافظ راوية الإسلام أبو بكر العبدي البصري المعروف ببندار، لُقب بذلك لأنه كان بندار الحديث في عصره ببلده، والبندار: الحافظ، وكان ثقة عالمًا بحديث البصرة متقنًا مجودًا، لم يرحل برًا بأمه، ثم ارتحل بعدها، توفي رَحِمَهُ اللهُ سنة (252 هـ) . [انظر: تاريخ بغداد (2/ 100) ، وتذكرة الحفاظ (2/ 511) ، والسير (12/ 144) ، وتقريب التهذيب (2/ 58) ] .
(3) تاريخ بغداد (2/ 16) ، وانظر: تهذيب الكمال (24/ 449) .
(4) تاريخ بغداد (13/ 101) .
(5) صيانة صحيح مسلم (60) .