روى البخاري ومسلم عليهما رحمة الله حديث المُحَاجَّة بين آدم وموسى -عليه السلام- من عدة طرق عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، وكلها بألفاظ متقاربة تدل على معنى واحد، ما عدا طريق واحد فقد جاء مخالفًا في معناه للطرق الأخرى، وإليك البيان:
أ- أما اللفظ الأول، والذي جاءت به جميع الطرق ماعدا واحدًا منها، فهو: أن موسى -عليه السلام- لام آدم -عليه السلام- على الإخراج من الجنة، فاحتج عليه آدم بأن ذلك مقدر عليه قبل أن يخلق بأربعين سنةً، وإليك طرقه وألفاظه:
1 -طريق حميد بن عبد الرحمن، ولفظه: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: (احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة، فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، ثم تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق) ، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: (فحجَّ آدم موسى) مرتين (1) .
2 -طريق محمد بن سيرين، ولفظه: عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: (التقى آدم وموسى(2) ، فقال موسى لآدم: أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من
(1) متفق عليه: البخاري في موضعين: في كتاب الأنبياء، باب: وفاة موسى وذكره بعد (3/ 1251) ح (3228) ، وفي كتاب التوحيد، باب: قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (6/ 2730) ح (7077) .
ومسلم: كتاب القدر، باب: حجاج آدم وموسى -عليه السلام- (16/ 441) ح (2652) .
(2) اختلف أهل العلم في وقت هذه المحاجة وهذا الالتقاء بين آدم وموسى -عليه السلام-، فذكروا فيها عدة أقوال، منها: