ثانيًا: تعريف مختلف الحديث في اللغة والاصطلاح:
عند الحديث عن المشكل لا بد من الإشارة إلى معنى المختلف، لأن ثمة علاقة بينهما:
المختلف: مأخوذ من الاختلاف، والاختلاف مصدر فعل: اختلف، والمختلِف -بكسر اللام-: اسم فاعل، والمختلَف -بفتح اللام- اسم مفعول، والاختلاف ضد الاتفاق، يقال: تخالف الأمران واختلفا: أي لم يتفقا، وكل ما لم يساو فقد تخالف واختلف (1) .
ب - مختلف الحديث اصطلاحًا:
عرفه علماء المصطلح بعدة تعريفات متقاربة (2) ، أكتفي منها بتعريف النووي رحمهُ الله، حيث عرفه:"بأن يأتي حديثان متضادان في المعنى ظاهرًا" (3) .
ثالثًا: الفرق بين مشكل الحديث ومختلف الحديث:
ظهر من خلال تعريف كل من المشكل والمختلف أن بينهما علاقة وشبهًا، وبناءً عليه يحسن التنبيه على ما بينهما من الفرق، وذلك على النحو التالي:
1 -أن مختلف الحديث يعني: التعارض الظاهري بين حديثين أو أكثر كما تقدم، فإذا لم يوجد هذا التعارض فإنه لا يتحقق معنى (مختلف الحديث) .
-بينما مشكل الحديث يشمل حالات كثيرة تختلف فيما بينها بحسب سبب الإشكال:
(1) انظر: القاموس المحيط (3/ 186) ، ولسان العرب (9/ 91) ، والمصباح المنير للفيومي (179) كلهم مادة (خلف) .
(2) للاطلاع على هذه التعريفات انظر: نزهة النظر بشرح نخبة الفكر لابن حجر (33) ، ومختلف الحديث للدكتور نافذ حسين حماد (13) .
(3) التقريب للنووي مطبوع مع شرحه تدريب الراوي (2/ 180) .