اختلف أهل العلم -رحمهم الله تعالى- في هذا الحديث وما في معناه، وعلى أي شيء يعود الضمير في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (خلق الله آدم على صورته) ، وجملة الخلاف يعود إلى أربعة أقوال هي كالتالي:
القول الأول: أن الضمير في قوله: (على صورته) عائد على غير الله تعالى: ففي حديث: (إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته) يعود إلى المضروب.
قال الحافظ ابن حجر:"واختلف في الضمير على من يعود؟ فالأكثر على أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه، ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها" (1) .
ولعل مراد الحافظ رحمه الله تعالى بقوله"فالأكثر ..."أي: أكثر أهل التأويل كابن حبان والبيهقي (2) والقاضي عياض (3)
(1) الفتح (5/ 183) ، وانظر: وشرح النووي على مسلم (16/ 403) .
(2) انظر: الأسماء والصفات (2/ 63) . والبيهقي هو: الإمام الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الشافعي صاحب التصانيف، لزم الحاكم مدة فأخذ عنه وعن غيره، كتب الحديث وحفظه في صباه، وتفقه وبرع، وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز، توفي رحمه الله سنة (458 هـ) ، وله مصنفات عديدة منها: شعب الإيمان وكتاب الأسماء والصفات وكتاب البعث والنشور. [انظر: وفيات الأعيان (1/ 96) ، وتذكرة الحفاظ (3/ 1132) ، والعبر (2/ 308) ، وشذرات الذهب (3/ 304) ] .
(3) انظر: إكمال المعلم (8/ 90 - 91) ، والقاضي عياض هو: عياض بن موسى بن =