سلك أهل العلم في معنى هذا الحديث - (نحن أحق بالشك من إبراهيم) - مسلكين:
أحدهما: تنزيه إبراهيم ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام، عن الشك في قدرة الله على إحياء الموتى، والقطع بعدم دلالة الحديث على ذلك، وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم، لكنهم اختلفوا في معنى الحديث على عدة أقوال، أشهرها:
القول الأول: أن المراد بهذا الحديث نفي الشك عن إبراهيم عليه السلام، فكأنه قال: إن إبراهيم عليه السلام لم يشك، ولو كان الشك متطرقًا إليه لكنا نحن أحق بالشك منه، فإذا كنا نحن لم نشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، فإبراهيم عليه السلام من باب أولى ألَّا يشك، قال ذلك عليه الصلاة والسلام على سبيل التواضع وهضم النفس.
وإلى هذا القول ذهب جمهور أهل العلم، كابن قتيبة، والطحاوي (1) ، والخطابي، والحميدي (2) ، وابن عطية (3) ، وابن حزم (4) ، والقاضي عياض (5) ، وابن الجوزي، والنووي (6) ، وصفي الرحمن
(1) انظر: شرح مشكل الآثار (تحفة 1/ 184) .
(2) انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (292) .
(3) انظر: المحرر الوجيز (2/ 303) .
(4) انظر: الفصل (2/ 292 - 293) .
(5) انظر: الشفاء (310) .
(6) انظر: شرح النووي على مسلم (2/ 542) .