فهرس الكتاب
الصفحة 392 من 741

المباركفوري (1) وابن عثيمين (2) وغيرهم (3) .

قال ابن قتيبة:"قال قوم سمعوا الآية: شك إبراهيم، ولم يشك نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنا أحق بالشك من إبراهيم -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، تواضعًا منه، وتقديمًا لإبراهيم على نفسه، يريد: أنَّا لم نشك ونحن دونه فكيف يشك هو؟" (4) .

وقال الخطابي:"مذهب الحديث التواضع والهضم من النفس، وليس في قوله: (نحن أحق بالشك من إبراهيم) اعتراف بالشك على نفسه، ولا على إبراهيم -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما، يقول: إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، فإبراهيم أولى بأن لا يشك فيه وأن لا يرتاب" (5) .

وقال ابن الجوزي:"مخرج هذا الحديث مخرج التواضع وكسر النفس، وليس في قوله: (نحن أحق بالشك) إثبات شك له ولا لإبراهيم، وإنما يتضمن نفي الشك عنهما، لأن قومًا ظنوا في قوله: {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} [البقرة: 260] أنه شك، فنفى ذلك عنه، وإنما المعنى: إذا لم أشك أنا في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى فإبراهيم أولى ألَّا يشك، فكأنه رفعه على نفسه" (6) .

(1) انظر: منة المنعم في شرح صحيح مسلم (1/ 133) ، و (4/ 63) .

(2) انظر: تفسير القرآن الكريم (3/ 305) ، والقول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 219) .

(3) انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (9/ 525) ، والأسماء والصفات للبيهقي (2/ 488) ، ومعالم التنزيل (1/ 248) ، وشرح السنة كلاهما للبغوي، وإكمال المعلم للقاضي عياض (1/ 465) ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (3/ 298 - 299) ، وشرح النووي على مسلم (2/ 542) ، ومدارج السالكين (1/ 507) ، وفتح الباري (6/ 412) .

(4) تأويل مختلف الحديث (91 - 92) .

(5) أعلام الحديث (3/ 1545 - 1546) .

(6) كشف المشكل (3/ 358) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام