وقال:"أصل التشابه: أن يشبه اللفظُ اللفظَ في الظاهر والمعنيان مختلفان ..."
ثم قد يقال لكل ما غَمُض ودقَّ: متشابه، وإن لم تقع الحَيرة فيه من جهة الشبه بغيره" (1) ."
ثانيًا: من حيث التعريف الاصطلاحي: حيث إننا نجد أن المشكل يرادف المتشابه الخاص، الذي يقابل المحكم الخاص، وهو ما يخفى على بعض دون بعض، فمن خفي عليه المعنى المراد فهو متشابه ومشكل عنده، ومن علم المراد منه زال عنه الإشكال، وانتفى عنه التشابه، وصار محكمًا عنده (2) .
إن الواجب على كل مسلم تجاه نصوص الكتاب والسنة الصحيحة أن يؤمن بها كلها، محكمها ومتشابهها، ويعمل بما استبان له منها، ويكل ما اشتبه عليه إلى الله تعالى، وهو ما نص عليه كثير من السلف، كابن عباس (3) وعائشة (4) والحسن (5) وقتادة والضحاك (6)
(1) تأويل مشكل القرآن (101 - 102)
(2) انظر: أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم للدكتور مساعد الطيار (95، 108) .
(3) انظر: جامع البيان للطبري (3/ 186) ، والإتقان للسيوطي (2/ 644) .
(4) انظر: الإتقان في علوم القرآن (2/ 644) .
(5) هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، كان من سادات التابعين وكبرائهم، جمع كل فن من علم وزهد وورع وعبادةِ، وكان أبوه مولى زيد بن ثابت -رضي الله عنه-، نشأ بالمدينة، وحفظ القرآن في خلافة عثمان، وسمعه يخطب مرات، وروى عن عمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وجمع من الصحابة -رضي الله عنهم- توفي رَحِمَهُ اللهُ سنة (110 هـ) . [انظر: وفيات الأعيان (2/ 56) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 71) ، والسير (4/ 563) ، وشذرات الذهب (1/ 136) ] .
(6) انظر: جامع البيان (3/ 186) ، والضحاك هو: ابن مزاحم الهلالي الخراساني =