والمحكم والمتشابه بمعناهما الخاص هما المقصودان في هذا المبحث.
ثمة علاقة بين المشكل والمتشابه الخاص النسبي، يتضح ذلك من خلال النظر في تعريف كل منهما، وبيان ذلك كما يلي:
أولًا: من حيث التعريف اللغوي: حيث جاء في التعريف اللغوي للمشكل أن المراد به: المماثل والمشتبه والملتبس (1) .
وجاء في التعريف اللغوي للمتشابه أن المراد به: المماثل والمشكل والملتبس.
وقد أوضح ذلك ابن قتيبة رَحِمَهُ اللهُ حيث قال:"ومثل المتشابه: (المشكل) وسمي مشكلًا لأنه أشكل، أي: دخل في شكل غيره فأشبهه وشاكله."
ثم قد يقال لما غَمُض -وإن لم يكن غموضه من هذه الجهة-: مشكلًا" (2) ."
= وأما على قراءة الوقف على لفظ الجلالة، وهو مذهب الجمهور من السلف والخلف، فإن معنى التأويل الوارد في الآية: حقيقة الشيء التي يؤول إليها، وهو ما استأثر الله بعلمه، كوقت الساعة ومجيء أشراطها، وكيفية نفسه وصفاته، وحقيقة ما في الجنة والنار ... وبناءً عليه يكون المراد بالمتشابه في الآية: المتشابه الكلي الحقيقي، وهو ما نفهم معناه ولا ندرك حقيقته وكيفيته. [انظر: التدمرية (90 - 98) ، ومجموع الفتاوى (13/ 143 - 144، 311) ، و (17/ 383 - 386، 393) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/ 520 - 521) ، وشرح النووي على مسلم (16/ 459) ، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي (1/ 642) ، ومنهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد (2/ 480 - 484) ] .
(1) انظر: ص (25 - 26) من هذا البحث.
(2) تأويل مشكل القرآن (102) .